السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مباركـ عليكم الشهر الفضيل مقدماً , وأسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا جميعاً لعبادته ويعيننا على الصيام والقيام وفعل الطاعات وترك المنكرات.
" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"
فما الذي تعرفينه عن عدوكِ الأول .."إبليس" وأتباعه الشياطين ؟!
وهل فكرتِ يوماً من هو إبليس وماذا كان بالأصل ؟؟!
إبليس .. المتعبد لله في السابق القريب من ملكوته تعالى , كان يعلم من صفاته تعالى وقدرته ما لا يعلمه سواه, له مقام رفيع وبارز بين جملة الملائكة, وحواره مع الله ذلك بعد رفضه السجود لآدم –عليه السلام- يدل على أن له شأن كبير حتى اعتقد أنه من حقه أن يناقش الله تعالى ويجادله في قضاءه, وهو يعلم علم اليقين أن الأمر كله بيد الله تعالى, وماله إلا المحاولة في التزيين والإغواء والوسوسة, فبذلك ترأس إبليس الشياطين , وأصبح رئيس الشياطين وكل من اتبعه من جن وأنس.
فهل كان ذلك الكائن الذي يمثل الشر المطلق "إبليس" من الجن أم الملائكة ..؟!!
وما هي الأدلة على ذلك ..؟!!
انقسم الفقهاء والمفسرون فريقان في أمر إبليس لعنه الله , أكان من الملائكة أم من الجن بالأصل قبل رفضه السجود لآدم :
~|[ الفريق الأول]| ~
إبليس من الجن ,, والدليل كا ساقوه :
أولاً:
قوله تعالى: "إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" [الكهف :50]
ثانياً :
صدور المعصية عن إبليس يؤكد أنه من الجن , وذلك لعدة أوجه :
أ) عندما أبى السجود كان غير ساقطاً إلى شيطان.
ب) لو كان ملاكاً لما أبى السجود ؛ لأن الملائكة من طبيعتهم التسخير المطلق.
ت) لو كان إبليس ملاكاً لما أكد الله تعالى في القرآن الكريم بأنه من الجن, ولما استوجب أن يكون مبتلياً بحرية الإرادة والاختيار , وقد اختار عدم السجود لآدم وبذلك فسق عن أمر ربه سبحانه وتعالى .
ثالثاً :
قول إبليس : "خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ" [ الأعراف :12]
وقوله سبحانه وتعالى : "وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ" [ الحجر : 27]
رابعاً :
إن الحوار الذي جرى بين الله تعالى وبين إبليس كان حواراً مباشراً , ولقد كان أسلوب إبليس في الحوار أسلوب العليم بالسياسة العليا للكون , والمدرك لصفات الله تعالى , والمعترف بعظمة الله تعالى وجبروته وإنه الفعال لما يشاء لقوله تعالى : ( إلا عبادك منهم المخلصين ) لأنه يدرك أنه لا سلطان له على عباد الله تعالى إلا بالمحاولة بالتزين والإغواء, وهذا الحوار لا يمكن أن يصدر عن الملائكة, لأنهم لا يسبقونه بالقول, وذلك عام في جميع الملائكة, فهم قد خلقهم الله تعالى من نور, يفعلون بما يؤمرون دون جدل أو تعويق, بينما الجن مخلوقون من نار السموم.
~|[ الفريق الثاني]| ~
قالوا أن إبليس من الملائكة , واحتجوا بما يلي :
أولاً :
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" [البقرة : 34]
إن إبليس استثنى من بين الملائكة بجملتها, وهذا دليل على أنه من الملائكة بالأصل, وبعد أن صدرت منه المعصية مسخ إلى شيطان وأبعد من رحمة الرحمن.
ثانياً:
إن الذي دفعه إلى الإباء والكبر كان علو مكانته وبروز مقامه بين جملة الملائكة, عندئذٍ وقع في نفسه أنه خير من آدم عليه السلام, وليس لمخلوق من نار أن يسجد لمخلوق من طين, فعصى أمر ربه.
ثالثاً:
كون إبليس من الملائكة وقد عصى أمر ربه فإن ذلك يستلزم عقاباً صارماً , لأنه قد ناقض بعصيانه طبيعة الملائكة "التسخير المطلق", ولو كان إبليس من الجن فإن عصيانه لا يستلزم تلك العقوبة الشديدة واللعنة الأبدية, لأن صدور الشيء من معدنه لا يدعو إطلاقاً للدهشة والاستغراب, ولا يستلزم العقوبة الشديدة, وهذا يؤكد على أن إبليس بالأصل من الملائكة.
~|[ الخلاصة ]| ~
وسواء كان ملاكاً أم جنياً في الأصل, فهو عدونا اللدود الذي يجب أن نحاربه بعصياننا له, "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [ابراهيم:22].
المصادر:
القرآن الكريم
رياض العبد, الجن والشياطين بين العلم والدين.
منقول
مباركـ عليكم الشهر الفضيل مقدماً , وأسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا جميعاً لعبادته ويعيننا على الصيام والقيام وفعل الطاعات وترك المنكرات.
" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"
فما الذي تعرفينه عن عدوكِ الأول .."إبليس" وأتباعه الشياطين ؟!
وهل فكرتِ يوماً من هو إبليس وماذا كان بالأصل ؟؟!
إبليس .. المتعبد لله في السابق القريب من ملكوته تعالى , كان يعلم من صفاته تعالى وقدرته ما لا يعلمه سواه, له مقام رفيع وبارز بين جملة الملائكة, وحواره مع الله ذلك بعد رفضه السجود لآدم –عليه السلام- يدل على أن له شأن كبير حتى اعتقد أنه من حقه أن يناقش الله تعالى ويجادله في قضاءه, وهو يعلم علم اليقين أن الأمر كله بيد الله تعالى, وماله إلا المحاولة في التزيين والإغواء والوسوسة, فبذلك ترأس إبليس الشياطين , وأصبح رئيس الشياطين وكل من اتبعه من جن وأنس.
فهل كان ذلك الكائن الذي يمثل الشر المطلق "إبليس" من الجن أم الملائكة ..؟!!
وما هي الأدلة على ذلك ..؟!!
انقسم الفقهاء والمفسرون فريقان في أمر إبليس لعنه الله , أكان من الملائكة أم من الجن بالأصل قبل رفضه السجود لآدم :
~|[ الفريق الأول]| ~
إبليس من الجن ,, والدليل كا ساقوه :
أولاً:
قوله تعالى: "إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" [الكهف :50]
ثانياً :
صدور المعصية عن إبليس يؤكد أنه من الجن , وذلك لعدة أوجه :
أ) عندما أبى السجود كان غير ساقطاً إلى شيطان.
ب) لو كان ملاكاً لما أبى السجود ؛ لأن الملائكة من طبيعتهم التسخير المطلق.
ت) لو كان إبليس ملاكاً لما أكد الله تعالى في القرآن الكريم بأنه من الجن, ولما استوجب أن يكون مبتلياً بحرية الإرادة والاختيار , وقد اختار عدم السجود لآدم وبذلك فسق عن أمر ربه سبحانه وتعالى .
ثالثاً :
قول إبليس : "خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ" [ الأعراف :12]
وقوله سبحانه وتعالى : "وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ" [ الحجر : 27]
رابعاً :
إن الحوار الذي جرى بين الله تعالى وبين إبليس كان حواراً مباشراً , ولقد كان أسلوب إبليس في الحوار أسلوب العليم بالسياسة العليا للكون , والمدرك لصفات الله تعالى , والمعترف بعظمة الله تعالى وجبروته وإنه الفعال لما يشاء لقوله تعالى : ( إلا عبادك منهم المخلصين ) لأنه يدرك أنه لا سلطان له على عباد الله تعالى إلا بالمحاولة بالتزين والإغواء, وهذا الحوار لا يمكن أن يصدر عن الملائكة, لأنهم لا يسبقونه بالقول, وذلك عام في جميع الملائكة, فهم قد خلقهم الله تعالى من نور, يفعلون بما يؤمرون دون جدل أو تعويق, بينما الجن مخلوقون من نار السموم.
~|[ الفريق الثاني]| ~
قالوا أن إبليس من الملائكة , واحتجوا بما يلي :
أولاً :
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" [البقرة : 34]
إن إبليس استثنى من بين الملائكة بجملتها, وهذا دليل على أنه من الملائكة بالأصل, وبعد أن صدرت منه المعصية مسخ إلى شيطان وأبعد من رحمة الرحمن.
ثانياً:
إن الذي دفعه إلى الإباء والكبر كان علو مكانته وبروز مقامه بين جملة الملائكة, عندئذٍ وقع في نفسه أنه خير من آدم عليه السلام, وليس لمخلوق من نار أن يسجد لمخلوق من طين, فعصى أمر ربه.
ثالثاً:
كون إبليس من الملائكة وقد عصى أمر ربه فإن ذلك يستلزم عقاباً صارماً , لأنه قد ناقض بعصيانه طبيعة الملائكة "التسخير المطلق", ولو كان إبليس من الجن فإن عصيانه لا يستلزم تلك العقوبة الشديدة واللعنة الأبدية, لأن صدور الشيء من معدنه لا يدعو إطلاقاً للدهشة والاستغراب, ولا يستلزم العقوبة الشديدة, وهذا يؤكد على أن إبليس بالأصل من الملائكة.
~|[ الخلاصة ]| ~
وسواء كان ملاكاً أم جنياً في الأصل, فهو عدونا اللدود الذي يجب أن نحاربه بعصياننا له, "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [ابراهيم:22].
المصادر:
القرآن الكريم
رياض العبد, الجن والشياطين بين العلم والدين.
منقول
